لقياك الجنه
المساهمات : 34 تاريخ التسجيل : 08/10/2009
| موضوع: كيف تتم تصفية السنة من الأحاديث الضعيفة واختلاف المحدثين قدي الأربعاء أكتوبر 14, 2009 12:23 am | |
| كيف تتم تصفية السنة من الأحاديث الضعيفة واختلاف المحدثين قديماً وحديثاً في التصحيح والتحسين والتضعيف قائم ؟
السؤالفي نفس الباب أستاذ ، كيف تتم التصفية , وما يُعتبر حديثاً عند بعض المحدثين ، يعتبر حديثاً حسناً عند آخرين ، وما يعتبر صحيحًا عند بعضهم ، يُعتبر حسناً أو ضعيفاً عند آخرين ؟ الجوابهذه ـ ولا مؤاخذة ـ ( شنشنة نعرفها من أخزم !) . التصفية نعني ما أمكن منها ، الأحاديث الضعيفة و الموضوعة المنتشرة في كتب ـ التي ذكرناها ـ من كتب التفسير والحديث والسلوك والأخلاق ونحو ذلك أكثر مِن أن تحصر بالمئات ، بل بالألوف . فأنا شخص وحيد بلَغَ رقم الأحاديث الضعيفة و الموضوعة عندي حتى الآن قرابة : فوق ستة آلاف حديث ضعيف ! أنا وحدي ! فماذا تتصورون لو كان هناك في العالَم الإسلامي وفرة و كثرة مِن أهل العلم متخصصين ؟ سينبشون مثل هذه الأحاديث مِن بطون الكتب أشياء كثيرة وكثيرة جدًّا . فلماذا نأتي إلى بعض الأحاديث التي يختلف فيها بعض علماء الحديث ، كما يقول البعض : أنه هناك أحكام فقهية كمان اختلفوا فيها بعض العلماء ! فنحن نقول هناك مسائل , ثبت عند الباحثين في الفقه أنها خطأ مخالفة للكتاب والسنة فيجب تصفيتها و إزالتها من طريق الفقهاء . كذلك هناك أحاديث متفق على ضعفها بل وعلى وضعِها ؛ فيجب إزالتها مِن بطون الكتب ومِن أذهان طلاب العلم وكذلك العلماء . تبقى هناك ولا شك بعض المسائل الفقهية , وبعض الأحاديث هي موضع خلاف , فكونه يبقى شيء مِن ذلك ما يأتي مثل هذا السؤال ؛ لأنه نحن لا نعتقد خلافا لما يشيع أن بعض المغرضين أو الجاهلين أنه نحن نريد أن نوحد المذاهب كلها ، ونجعل المذاهب الأربعة مذهبا واحدا ، نحن ، ما أقول نحن من أعلم الناس ، نحن أعلم الناس أن هذا مستحيل ، مستحيل جمع الناس على مذهب واحد ، مستحيل جمع الناس على فكر واحد ، لكن ليس مستحيلاً التقريب بين الناس ، خاصة أهل السنة والجماعة ، ممكن التقريب ـ وهذا واقع ومشاهَد ـ . الذين يدرسون الفقه الذي يُسمَّى اليوم بـ ( الفقه المقارن ) ، وإن كانت هذه الدراسة في الجامعات لا تزال سطحية ؛ لأن الدكتور المتخصص في الشريعة وفي الفقه يَعرض المسألة والأقوال التي قِيلت فيها وأدلة كلهم ، ثم يدع الطلبة حيارى ! لا يعرف ما هو الصواب من هذه الأقوال لأنه عرض أدلتها ، قد يكون هناك آية مجملة وحديث مفصل ، فهو لا يقول هذا الحديث يخصص الآية ، قد يكون مذهب يستدل بحديث صحيح وآخر حديث ضعيف ، لا يُعَرِّج على تمييز الصحيح من الضعيف وهكذا . فيترك ايش ؟ الطلبة حيارى !
لذلك أقول : هذا الفقه المقارن اليوم يُدرس دراسة سطحية ، الذين يدرسون دراسة كاملة بحيث ـ كما يقولون اليوم أيضاً : ـ يضعون النقاط على الحروف ، يقولون : هذا دليله كذا وهذا دليله كذا وهذا دليله ، والراجح كذا وكذا , لسبب كذا وكذا ؛ هؤلاء يعرفون أن الذين يسلكون هذا المنهج الفقهي ـ وهو الذي يُسمى بالفقه المقارن ـ أنه يقرِّب بين المسلمين .
وهاي [ هاي = هذه ] أمثلة بين أيدينا موجودة اليوم ، مَنْ مِنْ طلاب العلم لا يسمع بـ ( الإمام الشوكاني ) ، مَنْ مِنْ طلاب العلم لا يسمع بـ ( الصنعاني ) ، مَنْ مِنْ أهل العلم لا يسمع بـ ( صالح المقبلي ) صاحب ( العَلَم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ ) ، من لا يسمع بهؤلاء ؟ لا أحد ! هؤلاء أصلهم زيدية ، زيود ، ليسوا لا مذهب حنفي ولا شافعي ولا مالكي ولا حنبلي ، يعني بتعبير هؤلاء ـ المذاهب الأربعة ـ أولئك الزيود ليسوا مِن أهل السنة والجماعة ، لكنهم لَمَّا سلكوا هذا السبيل ، الذي ندعو المسلمين جميعًا أن يسلكوه حتى يتقاربوا و يتواددوا ولا يتباعدوا ولا يتباغضوا ؛ فحينئذٍ يتحقق فيهم ما تحقق في هؤلاء الأئمة الذين ذكرناهم ، حيث صاروا معنا ، صاروا سُنِّيين ، صاروا يردوا على الزيود بأنهم يخالفون السنة .
فإذن هذا المنهج يُوفِّق ولا يُفرِّق ، أما أن يبقى كل إنسان على مذهبه ؛ فهو الذي يُفرِّق ولا يُوَحِّد ، نعم .
[سلسلة الهدى والنور: الشريط الثاني على واحد (00:05:02)].
| |
|